Tuesday, April 9, 2013

تلخيص فصول ظاهرة الشعر الحديث ـ

مدرسة المهجر

تتميز مدرسة المجهر بكونها تربت بأحضان الحضارة الغربية وعاشت تجربة الغربة بما ينعكس على إبداعاتهم ومن أبرز رواد هذه المدرسة جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإليا أبو ماضي وقد وسعوا مفهوم الوجدان ليشمل الحياة والكون انطلاقا من فكرة وحدة الكون وإمكانية الارتقاء بمكانة الفرد لتسمو إلى درجة رفيعة وقد اعتبر جبران خليل جبران أن الشعر تأمل في النفس البشرية .وفهمها يؤدي إلى فهم الكون إلا أننا نلمس في أشعار المهجريين نزوعا إلى تيمات الهروب من الواقع واليأس والإحباط عكس ما ذهبوا إليه نظريا من وحدة الكون .وهو نفس النهج الذي سار عليه إليا أبو ماضي إدا اعتصم بالخيال ورأى فيه حلا وهروبا من الواقع المزعج فركن إلى القناعة حينا والاستسلام والخضوع أحيانا أخرى. وقد قدم المجاطي مجموعة من النماذج الشعرية لإثبات صحة ما ذهب إليه.                                  

جماعة أبولو
تراوحت مواضيع هذه المرحلة بين التغني بالحب والبهجة والطبيعة والفشل واليأس.ورغم وجود بعض الأشعار ذات الطابع الموضوعي عند أبي شادي إلا أن الجانب الطاغي هو النظرة الذاتية إلى هذه المواضيع وقد تميز الشعر عنده بالتغني بالمرأة والحب لكن فشله فيه سيتحول إلى فشل في الحيات ويأس وإحباط وقد جاءت بعض أشعار هذا التيار مشحونة بالمعاناة والألم وتميزت بعكس الأحاسيس الذاتية.وقد قدم المجاطي نماذج شعرية في هذا السياق. وقد انتهى إلى أن ما يعتد به من أشعار مدرسة أبولو هو الشعر الذاتي الذي يتغنى بالمرأة والحب والحنين أما الشعر القومي عندهم فلا يعتد به لأنه لم يصدر عن وعي بمتغيرات الواقع بالمجتمع العربي كما عرفه شعراء الإحياء كحافظ إبراهيم .= وهكذا ينتهي المجاطي إلى أن موضوعات الشعر الرومانسي تميز بالسلبية من خلال الهروب من الواقع وسيادة اليأس والإحباط والقلق والألم بما سيؤدي بهذا التيار إلى الفشل في بداية تجربة شعرية متميزة تستطيع أن تبرز في وجه قوة التيار التقليدي.                                          القسم الثاني: نحو شكل جديد
لقد ركز المجاطي في الفصل الثاني على إبراز أهم خصائص التيار الرومانسي من حيت شكل القصيدة إذ بدأ بالإشارة إلى أن الشعر الرومانسي هو التعبير عن الإحساس الذاتي وتحرير القريحة الشعرية مما جعلهم يلجئون إلى لغة سهلة وبسيطة أقرب إلى لغة التداول ويعتمدون صورا تعبيرية عن الإحساس وتعتمد الخيال وتعبر عن هروب الشاعر إلى الحياة والوجود وقد لخص الكاتب أهم التغيرات في شكل القصيدة فيما يلي: 
1)على مستوى اللغة: التعبير بلغة سهلة وبسيطة أقرب إلى لغة التداول إلى درجة نعتوا بالضعف في هذا المجال إلا أنهم اختاروا تلك اللغة البسيطة في رغبتهم في تحرير الشاعر وإحساسه من التكلف كما هو عند الإحيائيين كما أنهم يرغبون في التأثير في أكبر عدد من المتلقين. 
2)الصورة الشعرية: تم توظيف الصورة الشعرة للتعبير عن الإحساس وتقوم هذه الصورة على الخيال وتبرز هروب الشاعر إلى الطبيعة كما تعكس نظرته إلى الوجود والكون إلا أن المجاطي يؤاخذ على الرومانسيين أن صورهم لم تكن إبداعا ذاتيا وتعبيرا فعليا عن إحساسهم بل قلدوا بعض الشعراء العرب القدامى ولم تنبع عن تربة ذاتية لها مميزاتها. 
3)إيقاع القصيدة : لقد حاول الرومانسيون إجراء عدة تغييرات على إيقاع القصيدة العربية كالتحرر من وحدة الروي والقافية من أجل تحرير القريحة الشعرية من القيود كما لجأوا إلى المزج بين البحور ونظم قصيدة واحدة على أكثر من إيقاع إلا أن هذا التغيير لم يكن جوهريا وكافيا لإعطاء بصمة متميزة لتجربة الشعر الرومانسي من حيث الإيقاع . وينتهي المجاطي إلى فشل التجربة الرومانسية مضمونا وشكلا لأن مضامينها كانت سلبية وهروبية كما أنها لم تستطع تحقيق تجديد مهم على مستوى الشكل فانتهت إلى الفشل لتبدأ تجربة جديدة بالتشكل مع نكبة فلسطين ونهاية الحرب العالمية الثانية مع انهيار النموذج التقليدي وظهور الشعر الحديث
.                       
الفصل الثاني : تجربة الغربة والضياع 

بدأ المجاطي بالحديث عن الظروف العامة لظهور الشعر الحديث إذ بعد نكبة فلسطين والهزائم المتتالية أمام تجربة جديدة للشعراء المضطلعين على الثقافات الغربية والشرقية المنفتحين على القيم الإنسانية المستفيدين من كل الحضارات بأساطيرها ودياناتها بفلسفاتها وتصوفها بما سيجعل الشعر عندهم تعبيرا عن التجربة الذاتية ذات الطابع الإنساني العام كالحب والكراهة والمعانات والاضطهاد ومن خلال هذا الشعر سيعبر الشاعر العربي عن غربته وضياعه في سياق مفهوم جديد للشعر لا يكتفي بتصوير الواقع ونقله أو التعبير عن
الإحساس اتجاهه بل أصبح الشعر وسيلة للاكتشاف ومغامرة و للبحث عن طريق الخلاص من هذا الواقع من خلال التركيز على العالم المنشود من خلال توظيف تجربة خصبة وثقافة واسعة ، وقد أصبح الشاعر مستوعبا للواقع الجديد ومضامينه المستجدة بما فرض عليه البحث عن شكل تعبيري جديد من خلال تفجير القصيدة القديمة فبرزت عدة محاولات وتجارب حتى استقر للشاعر الحديث شكلا يتناسب وواقعه والمضامين المرتبطة بهذا الواقع ليتمكن من التعبير عن تجربته ذات الطابع الإنساني العام وقد تمضهر الضياع والغربة في أشعار المحدثين من خلال الغربة في الكون و المدينة والحب والكلمة                
                                            الفصل الثالث : تجربة الحياة والموت 
إلى جانب التعبير عن الغربة والضياع حمل الشعر الحديث جدلية مترابطة وهي الحياة والموت ولم تكن الموت استسلاما أو انتحارا بل قنطرة لحياة جديدة أفضل من الأولى فالموت هو وسيلة لقتل كل ما هو سلبي لانبعاث الإيجاب والأمل , وقد شملت هذه الجدلية أغلب قصائد الشعر الحديث لتمييز الشاعر فيه بروح الثورة على كل ما هو سلبي ونشدان كل ما هو إيجابي وإحيائه وبعثه ومن تم قتل الواقع المزري للإنسان العربي وإحياء الواقع الذي ينشده الشاعر المتميز بالثورة المستمرة وقد قدم المجاطي مجموعة من النماذج المبينة لطبيعة الحياة والموت عند الشعراء الذين هيمنت على أشعارهم نظرة التردد والشك. وقد سعى الشعراء المحدثين إلى الإقناع بأن الموت طريق إلى الحياة من خلال استثمار الأساطير والديانات الإنسانية , والتركيز على ما يهم الصراع بين الخير والشر والذي ينتهي بانتصار الأول وكل هذه الوسائل اعتمدها الشاعر الحديث من أجل الإقناع وقد قدم المجاطي نماذج شعرية لتأكيد ذلك:حيث قدم المجاطي مفهوم الحيات والموت عند أدنيس المحتقن بفحلة الماضي العربي والمؤمن بإمكانية البعث محاولا اكتشاف الطريق إليه عن طريق البحت في الرماد عن رأس أمته لبعتها من جديد وقد اكتشف أدنيس عمق الانهيار الذي يعانيه الواقع العربي لكنه ظل يؤمن بإمكانية بعث حياة من رماد هذا الواقع .ولا يمكن فهم مفهوم الحياة والموت إلا من خلال مفهوم التحول الذي هو طريق إلى تحويل الموت إلى الحياة من خلال البعث أي أن التحول هو القنطرة الرابطة بين الموت والحياة بين السلب والإيجاب بين الشر والخير أما عند خليل حاوي فقد ركز على المعاناة نتيجة طول انتظار التحول ,إذ لم يفرز الموت في الواقع العربي أية حياة بما سبب معاناة سيكشف عنها الشاعر في قصائده مركزا على المظاهر السلبية التي حاولت دون التحول من الموت إلى الحيات. 

                                                                                                                           
                                                                 الفصل الرابع :الشكل الجديد                        1)اللغة:                                                                                                                                                                 
بدأ المجاطي بالإشارة إلى التغيرات التي عرفها الشعر الحديث الثائر على الأشكال العربية القديمة لأنها تقيد الشاعر ولم تعد مناسبة للتعبير عن ذاته وواقعه وتطلعاته فابتكر شكلا جديدا يتناسب ورغبته التعبيرية وحالته النفسية فسار لكل شاعر تجربته التي يكتشف من خلالها آفاقا جديدة ويبني أسسا مستجدة إلا أن ذلك لا ينفي وجود ثوابت وقواسم مشتركة بين كل القصائد وكل الشعراء. إن التأمل في لغة لشعر الحديث تجعلنا نميز بين ثلاث أنماط من اللغات : 

أ) لغة تقليدية فصيحة تحافظ على المفردات التقليدية. 
ب) لغة أقرب إلى لغة التداول سهلة وبسيطة للوصول إلى الجماهير 
ت) لغة بعيدة عن لغة التداول تعتمد مفردات قديمة تحمل مضامين جديدة.

2) اللغة الشعرية :
والحاصل في معالجة المجاطي للصورة الشعرية أنه خلص إلى ثلاث تجليات لها في الشعر الحديث 

أ)توسيع أفق الصورة نفسها لتصبح أكبر وأدق على ضم الاحتمالات المتصلة بأعماق التجربة الشعرية 
ب) الحد من أفق الصورة وذلك بأحكام ما يجمع بينها وبين بقية صور القصيدة قصد الابتعاد عن النزعة التقريرية
ت)إزالة المسافات الزمنية والمكانية عبر تغذيتها بالرموز والأساطير القديمة.

3)الإيقاع:
بعد أن أشار المجاطي إلى خصائص الإيقاع التقليدي سيبين مميزات الإيقاع الحديث الذي اتبع نظام الأسطر الشعرية كمقابل للبيت الشعري ويبين السطر الشعري من خلال تكرار تفعيلة واحدة مرة أو مرارا حسب الحالة النفسية للشاعر ورغبته التعبيرية وقد تم أخد هذه التفعيلة من البحور العربية القديمة,كما كسر الشاعر الحديث رتابة الوزن والقافية والروي الذي قد يتغير داخل القصيدة الواحدة مرارا بما يتناسب وحالة الشاعر النفسية وقد ينتقل الشاعر من تفعيلة إلى أخرى في القصيدة الواحدة , ونظرا لضيق السطر الشعري عن استيعاب كل الدفقات الشعورية فقد اتبع الشعراء نظام الجمل الشعرية القصيرة أو الطويلة للتعبير عن دفقاتهم الشعورية . وهكذا يبين المجاطي مميزات وخصائص الشكل الجديد للقصيدة الشعرية الحديثة .

No comments:

Post a Comment